هل هي إيجابية أم سلبية ؟؟
الحمد لله الأول والأخر والظاهر والباطن الأول فليس قبله شئ والأخر فليس بعده شئ والظاهر فليس فوقه شئ والباطن فليس دونه شئ والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله القائل في محكم التنزيل(اقرأ باسم ربك الذي خلق(1) خلق الانسان من علق)) أما بعد: فإن ( الايجابية) و(السلبية) كلمتان شاع استعمالهما في الأزمنة الأخيرة استعمالاً كثيراً على كافة المستويات يستعملها الصحفيون والمؤلفون وعامة الناس فتجدهم يقولون هذه ( ظاهرة إيجابية) وتلك ( ظاهرة سلبية ) و( فلان إيجابي ) و( فلان سلبي ) ولا نعلم لهاتين الكلمتين مدلولاً شرعيا لكن كما قيل : لا مشاحة في الاصطلاح، فالألفاظ أوعية للمعاني. فالايجابية تحمل معاني التجاوب والتفاعل والعطاء والمساهمة والاقتراح البناء. والشخص الإيجابي :هو الفرد الحي المتحرك المتفاعل مع الوسط الذي يعيش فيه. والسلبية تحمل معاني التقوقع والانزواء والبلادة والانغلاق. والشخص السلبي :هو الفرد البليد الذي يدور حول نفسه لا تتجاوز اهتماماته أرنبة أنفه ولا يمد يده إلى الآخرين ولا يخطو إلى الأمام . وهذا التصنيف أمر مشهور في القديم والحديث ، فان الله قسم الأخلاق كما قسم الأرزاق لكن الذي يهمنا في هذا المقام واقع الشباب المسلم واهتماماته ، لقد حصرت اهتمامات الشباب في أمور تافهة وفي التقليد الأعمى لفلان وعلان وليعلم الشباب أنه عماد الأمة ونهضتها وأنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. وان ما نشاهده هذه الأيام من تسكير الطرقات ووضع المواكب وإطلاق النار في مناسبات الزواج لهو ولاشك ظاهرة سلبية. وان الناظر إلى أفراحنا ليجد أن لها النصيب الأكبر من الظواهر السلبية التي من أخطرها ظاهرة إطلاق النار التي تولى كبرها سفهاء الأحلام وترك لهم الحبل على الغارب ليفعلوا ما أرادوا . ولقد سمعنا وقرأنا كم حصل من الكوارث والمصائب بسبب التهاون في ذلك سواء من رجال الأمن أو من المعنيين بذلك الزواج. كما أن هذه الظاهرة مخالفة صريحة لولي الأمر الذي أمرنا بطاعته كما قال تعالى( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )الآية. لذلك ينبغي علينا جميعا حكاما ومحكومين أن نتعاون للحد من هذه الظاهرة التي كثر انتشارها وقل منكروها عملا بقول الله جل وعلا ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) وختاما لابد أن نفتش في أنفسنا لعل بعض الشباب لازال يعيش ذكريات الطفولة!! فقد كبرت يا عبدالله!! قد رشحوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
هذه كلمات أرجو أن تنبه أذهانكم إلى هذه القضية الخطيرة وأن يراجع كل منا نفسه ويرى حظه من القيام بأمر الإيمان فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك ففي العمر متسع فارجع وصحح المسار من جديد. أبو عبدالعزيز : محمد النفيعي
|
بارك الله فيك أبو عبدالعزيز