فإن العلم الشرعي من أفضل الأعمال الصالحة، التي تقرب من الله تعالى, وهو نوع من الجهاد في سبيل الله, ولقد حظي بمدح الرب جل وعلا وثنائه عليه وعلى أهله وحملته , و أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم رسوله بأن يسأل ربه الزيادة منه ( وقل رب زدني علما ), وصاحب العلم قدره عند الله عال ومنزلته رفيعة وشأنه عظيم ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) والجواب لا يستوون فليس صاحب الهدى والنور الذي يمشي على بصيرة من أمره ,كمن يمشي في ظلام دامس ,لا يميز بين طريق وطريق ,العلم نور يهتدي به الإنسان ، ويخرج به من الظلمات إلى النور، ويرتفع به عند الله درجات { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } قال الشوكاني: }يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ{ في الدنيا والآخرة بتوفير نصيبهم فيهما }وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ{ أي: ويرفع الذين أوتوا العلم منكم درجات عالية في الكرامة في الدنيا، والثواب في الآخرة، ومعنى الآية: أنه يرفع الذين آمنوا على من لم يؤمن درجات، ويـرفع الذين أوتوا العلم على الذين آمنوا درجات، فمن جمع بين الإيمان والعلم رفعه الله بإيمانه درجات، ثم رفعه بعلمه درجات.وروي عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: }نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ{ ، قال: بالعلم؛ لأن الله لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم.
وهو سبيل العبد لأن يعبد الله على بصيرة { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } فمن حظي بالعلم فقد حظي بميراث النبوة فإن الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا وإنما ورثوا العلم، فمَنْ أخذ بالعلم فقد أخذ بحظ وافر.العلم طريق الجنة كما دل على ذلك حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ومن سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة » . )) رواه مسلم
ولنعلم جميعاً أنه كل ما أطلق العلم فالمراد به العلم الشرعي علم الكتاب والسنة فهو العلم الحقيقي لأن ما سواه من العلوم الدنيوية لا يسمى علما مهما كان قال الله تعالى ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهراً من الحيوة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من أهل العلم والعمل , وصلى الله وسلم على نبينا محمد.