كتبه : فهد بن مصلح العتيبي
( أشهر من خنزير )
روت لنا دواوين التأريخ أن أعرابيا بال في بئر زمزم الطاهرة . وعلى مرأى من حجيج بيت الله المكتظ بهم . فلما رفع أمره إلى من يليه برر فعلته الشنيعة بقوله : فعلت ذلك ليقال هذا الذي بال في بئر زمزم .
يا لها من أمنيةٍ تحققت لذلك الأعرابي ..!
ويا له من طموح تعلق به قلب ذلك البائل . !
ويا لها من شهرة يترفع عنها العظماء ويبحث بل ويلهث خلفها الضعفاء .
نعم أحبتي .
فهوس البحث عن الشهرة وسرعة الظهور بات أمرا ملحوظاً وجوده في مجتمعات المسلمين .
فذاك بحث عن الظهور عبر لباس غريب لا يمت لقيما الإسلامية ولا موروثنا العربي بأي صلة .
وآخر لهث خلف الشهرة عبر قصة شعر مخجلة استوردها من ردهات الغرب وسراديبه الآفنة .
وثالث تسلق أسوار الملاعب ليمارس الركض والرقص والسذاجة لتتابعه القنوات ويظهر عبر الشاشات .
وآخرون بحثوا عن ذلك من خلال تقديم مسلسلات صبت جام حقدها على كل ما هو إسلامي . وسخرت كل إمكانياتها البشرية والفنية والمالية لتحارب الفضيلة وتنشر الفساد في الأرض .
فتارة يقدمون وجباتهم الضحلة فكريا والمهترئة فنيا للمشاهد على أنها نقد اجتماعي . وما هو بذاك ورب الكعبة بل هو تقصد لكل عمل مؤسساتي يسير وفق المنهج الإسلامي الذي بنيت عليه هذه البلاد .
وآخرون منهم قدموا العفن باسم الفن . وروجت الرذيلة عبر الدوبلاح للقيم الوافدة . وعبر الكليب للحوم المكشوفة التي حام حولها ذباب ضعيفي الهمة .
لكن الملحوظ والأمر الخاطئ بتقديري هي الحملات الغير منضبطة من جهة المنافحين عن الفضيلة . والذين روجوا لفسق أهل الفسق ولسخرية أهل السخرية عبر منابر الجمعة وعبر المواقع الإسلامية والأقلام الإسلامية .
فلا تكاد تجد خطيب إلا ونقد مسلسلاً بما أعطى شهرة وتسويقاً لذلك المسلسل . والانترنت بات وجبة دسمة للنقد والتحليل لحلقات بعض المسلسلات . وما علم أولائك الناصحون أنهم وقعوا فيما يريد خصمهم . وأن سر بقاء أولئك الخصوم هو كثرة الترويج لهم عبر حملات الممانعة الغير مأطورة والتي تنفذ بلا دراسة متأنية . وفهمٍ شرعيٍ كافٍ .
وأخيرا لتهنأ نجوم العفن شهرتهم فهم نجوم عصر الكسوف القيمي . والتقهقر الإسلامي والوهن اليعربي . ولنتذكر جميعا أن أشهر مخلوق في العالم الآن هو الخنزير . فلا يكاد يخلو منه فضاء ولا أرض ولكنها شهرة السوء ونتاج المر لحصاد الشر .